دعني أستخدم مثالًا لأشرح نشأت ومسببات جراح الطفل العميقة وتكوين المعتقدات المعيقه لديه.
كأطفال، نولد بريئين بالفطرة نولد بشعور فطري بالنقاء والقبول تجاه أنفسنا ومن حولنا بدون أي حكم على أنفسنا أو على الآخرين .ولكن قد تقودنا التأثيرات المجتمعية والتجارب الشخصية إلى أن ننتقد أنفسنا والآخرين. فعلى سبيل المثال، اذا أسرتك علَّمتكَ أن تكون هادئًا ولطيفًا وسخيًا، وأن أي شعور لا يتوافق مع هذه الصفات غير مرحب به. وإعتُبار بعض الصفات جيدة وبعضها سيء.

وكطفل أيضا، اعتمادك على الأسرة ضروري للعناية والإهتمام بك وتوفير كل ما تحتاج للبقاء، وهذا يتطلب الحصول على حبهم وموافقتهم على القيام بدور الرعاية. وقد يكون هناك بعص الصفات في نظرك جيدة و ترغب في ممارستها ، بينما  يعتبرها والديكَ  من السلوكيات الخاطئة, مما يدفع الطفل لإخفاء رغباته  بممارسة هذه السلوكيات عن الأهل وعرض سلوكًا غير صادقة بالكامل لتفادي الرفض من الأهل، لاعتقادك أنه إذا لم تشارك في هذه الأفعال، سيتم رفضك. لكن هذه الصفات التي لم تعبر عنها  إستجابة الى رغبة الأهل تتطور الى معتقدات في الظل ولا تختفي مع الوقت. 

فعلى سبيل المثال، إذا قالت لك أسرتك إن البكاء علامة على الضعف، فتقرر رفض التعبير بالبكاء وتحكم على كل من يبكي بأنه ضعيف . ومع مرور الايام ، قد تستمر في غلقك العاطفي لمشاعرك وتتكيف مع توقعات الآخرين بدلاً من التعبير عن نفسك بصدق. 

والأمر نفسه ينطبق على الصفات التي تحتوي على الهدايا والإمكانيات الروحية الخاصة بك. على سبيل المثال، إذا اعتبرت أسرتك أن الصراحة غير لائقة، فقد ترفض هذه الصفه في نفسك كبالغ، وقد تخاف التعبير عن هذا الصفه، على الرغم من أنها تحمل حكمة كبيرة وتلهم الآخرين.

إو اذا كنت تحمل الكراهية تجاه شخص ما وتصدر الأحكام ، فأنت ببساطه تتجنب مواجهة  الاضطرابات الداخلية الخاصة بك وترفض الإعتراف والتعبير  عن  أجزاء معينة من نفسك. من الضروري أن تدرك أنه من خلال التمسك بهذه المشاعر، فإنك تؤذي نفسك فقط. من المهم التخلي عن هذه الكراهية وممارسة قبول الذات والتسامح لعيش حياة مُرضية.

وبالمثل، إذا كان حبك ينبع من الارتباط بشيء أو شخص، فقد يكون ذلك لأنك تدفن شيئًا داخل نفسك ولا تسمح له

بالتعبير. لذلك ، من الضروري التخلي عن الأحكام الخاصة بك ، وتحمل الألم المحيط به ، والتعبير عن الذات الحقيقية الخاصة بك لتعيش حقيقتك وتعيش الثراء في حياتك.